هل تركيا بلد عنصري؟
شارك
حجم الخط

 

 

أردت الكتابة عن هذا الموضوع منذ بداية الصيف (تماما بعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية) ولكن كلما قرأت ردة الفعل العنيفة من الأخوة العرب على أي مقال أو فيديو يتكلم بشكل منصف عن العنصرية في تركيا فضّلت الانتظار حتى هدوء هذه العاصفة لتحليلها بشكل منطقي ومنصف معتمداً على معلومات دقيقة وليس على رأي شخصي.

 

إذا كانت تركيا بلد عنصري كما يظن البعض فهذا يعني أنه ليس هناك تشريعات قانونية تحاسب أي مواطن يظهر سلوك عنصرياً تجاه أي شخص أجنبي , ومن جهة أخرى لا يمكن لبلد عنصري أن يضم أكبر مطار في العالم ويستقبل أكثر عدد من السائحين بالمقارنة مع باقي دول أوربا من مختلف أنحاء العالم .

إذا قمنا مؤقتا بالحديث عن تركيا قبل صيف 2023 فسنجد بوضوح أنها بلد يتصف السياح الذين يقصدونها بالتنوع أكثر من أي بلد آخر فهي مقصد الجميع كونها بلد يحترم معتقدات مختلف الأديان والثقافات , وذات طبيعة متنوعة فهي تضم الطقس البارد الذين يفتقده الأخوة العرب في مناطق الخليج العربي وهي تضم الشواطئ والدفئ في الجنوب الذي يقصده الروس ومواطني البلدان الباردة , تضم في الغابات الكثيرة و3 بحار وفي اسطنبول وحدها تطل على بحر مرمرة والبحر الأسود وبحيرتي كوتشوك وبيوك شكمجه بالإضافة إلى أهم معلم وهو مضيق البوسفور الفريد.

الثقافات المتنوعة في تركيا بشكل عام وفي اسطنبول بشكل خاص نالت إعجاب السياح على مدار العشرين سنة الماضية وأعداد السياح الذين يقصدون تركيا في ازدياد مستمر ومطرد, والجميل في كل هذا كون الأسعار في هذه البلد أرخص من معظم الدول وبنفس الوقت يوجد تنوع كبير في ماركات الألبسة والمولات التجارية وحتى المطاعم والمقاهي . 

تركيا بلد له تاريخ عريق وقديم جداً أينما تتوجه فيها تجد معالم تاريخية ومتاحف ومساجد وكنائس قديمة ورائعة بنفس الوقت, حتى أن بعض السياح يأتي خصيصاً لزيارة المعالم التاريخية.

 

ماذا حدث في صيف 2023 حتى ظهرت العنصرية؟

 

هناك حدث واحد واضح جداً سنتكلم عنه مع الرجوع إلى تاريخه وأمور أخرى ساعدت .

الأمر الأهم هو فوز الرئيس رجب طيب أردوغان برئاسة الجمهورية التركية متغلبا على كمال كليجدار اوغلو زعيم الحزب الجمهوري  والجدير بالذكر أن كمال واجه اردوغان في انتخابات مختلفة 13 مرة وخسر فيها كلها . 

بالإضافة إلى ذلك خسارة 36 مقعد في البرلمان للأحزاب الصغيرة التي تحالف معها حزب الشعب الجمهوري دون أن يجلبو له أي فائدة تذكر في التصويت له في الانتخابات الرئاسية .

هذه الهزيمة الثقيلة لا يمكن أن تبتلعها المعارضة في هذا الوقت بالتحديد مع اقترابنا من دخول الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية.

ولذلك لا بد من إعاقة نجاح حزب العدالة والتنمية والرئيس اردوغان فقاموا باختيار اللعب على وتر العنصرية وهو موضوع حساس منذ بدء التاريخ وستكون أثاره مغضبة وسريعة للسياح وبالتالي القضاء على أهم قطاع في البلاد كلها والمحاولة في إدخال البلد في أزمة اقتصادية.

وما يؤكد هذا الكلام هو تصريحاتهم الواضحة أثناء الانتخابات أن الهدف الأول للمعارضة هو ترحيل اللاجئين إلى بلدانهم ولكن صدمهم كون الحكومة قد وضعت خطة أصلاً من أجل اللاجئين بحيث تضمن عودتهم إلى بلدانهم بشكل آمن وبالتالي لا بد من إيجاد طرف أخر لممارسة العنصرية عليه وهنا تم اختيار السياح بشكل عام والتركيز على العرب بشكل خاص كون العرب شعوب عندها ذكاء عاطفي وستسشعر هذه الممارسات بشكل سريع وتنشر اخبار العنصرية بشكل واسع وهذا تماماً ما رأيناه خلال فصل الصيف .. 

حتى أن بعض الأخوة العرب صارو يصفون الذي يذهب سائحاً إلى تركيا بقلة المروءة! 

وكلما سمعوا بموقف عنصري جديد يشمتون بالسائح ويقولون له تستحق هذه المعاملة لأنك ما زلت تزور تركيا وبذلك يخدمون هدف المعارضة بشكل مثالي دون أن يدروا.

للعلم أن الحزب الجمهوري هو الحزب الاقدم في تركيا وهو الذي أسس الجمهورية التركية وتدعمه منظمة التوسياد وهم رجال الأعمال أصحاب الثروة المدعومين من الغرب , وهو الحزب صاحب الإعلام الأقوى والأنشط وبالتالي لإثارة فتنة العنصرية يكفي أن يتم التركيز في وسائل الإعلام على أن السياح الأجانب هو السبب الرئيسي في غلاء المعيشة وارتفاع إيجارات المنازل والمحلات التجارية إلخ..

 

ماهي الأسباب الأخرى التي ساعدت على نشر العنصرية ؟ 

الوضع الاقتصادي الغير جيد الذي أوصلت حكومة أمريكا العالم إليه عند طبع 5 ترليون دولار أثناء وباء كورونا وتوزيعها على الشعب بشكل مجاني مما سبب ارتفاع كبير في الطلب وهو ما قاد إلى التضخم الذي نعيشه اليوم.

رفع الفائدة في البنوك أدى إلى مزيد من إغلاق الشركات والمصانع وبالتالي خسارة لفرص عمل كانت متاحة في السوق مما سبب المزيد من المنافسة على فرص العمل . 

رفع الضرائب من قبل الحكومة التركية من خلال سياسات التشديد النقدي لمحاربة التضخم أدت إلى المزيد من التضييق على فرص العمل الجديدة .

 وسائل الإعلام المحلية المعارضة التي تركز باستمرار على أن الأجانب واللاجئين هم سبب المشكلة الحقيقية في تركيا.

خطابات معادية للأجانب من العنصري اوميت اوزداغ (الذي فقد حصانته البرلمانية وحزبه لم يحصل على اي مقعد في البرلمان التركي).نشر اي خبر فيه مضمون عنصري بشكل واسع وللأسف شاركت في هذا الكثير من وسائل التواصل الاجتماعي والقنوات الاخبارية ولو حتى كان شجار طبيعي يحدث في اي مكان في العالم ببساطة.

بشكل عام بيئة خصبة مختارة بشكل صحيح من قبل المعارضة لاستهداف القطاع الأول في البلاد وفصل روابط الاخوة بين الاتراك والعرب الممتدة ليس إلى عشرات السنين وإنما لمئات السنين.

 

ما هو موقف الحكومة التركية من هذه الظاهرة ؟ 

 

الحكومة التركية مدركة تماماً لهذه الألاعيب والخطط ومن وضعها وما هو جدول تنفيذها وليس من الصحيح مقاومة هذه الأمور التي تعتبر بسيطة في بدايتها بردة فعل كبيرة وإلا ستكون ردة فعل الشارع التركي كله عنيفة جداً ضد الحكومة  ولذلك لا بد من التعامل مع كل حالة على حدى دون سن قوانين منذ البداية تؤدي إلى نتائج عكسية .

 

والآن بعدما استمرت هذه الموجة أصبح من الضروري تدخل الحكومة لإيقاف هذه المهزلة وكان خطاب الرئيس التركي واضحاً في بداية سبتمبر : //// لن نقبل مطلقا أن يطال أي شخص سوء بسبب أنه أجنبي".. بهذه الكلمات الحازمة تحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فيما بدا تدشينا لمرحلة جديدة في مواجهة عنصرية متصاعدة في تركيا تستهدف الأجانب، خصوصا العرب واللاجئين.

وجاءت تصريحات أردوغان بعد اجتماع لحكومته مساء الثلاثاء، وهاجم فيها من وصفهم بـ"أصحاب العقلية الفاشية" الذين يستهدفون المواطنين الأتراك على خلفية انتماءاتهم الدينية، أو اللاجئين، مهددا بمحاسبتهم أمام القضاء.

وشدد أردوغان "لن نقبل مطلقا أن يطال أي شخص سوء، بالقول أو بالفعل، بسبب أنه أجنبي أو يتحدث لغة مختلفة أو بسبب الحجاب واللحية أو أي شيء آخر، وكل من يتورط في الإساءة لأحد سيعاقب".

وتابع "كل شخص في تركيا سواء كان تركيا أم أجنبيا يحق له العيش بسلام والتعبير عن رأيه".

وفور ما بدأت ملاحقة أصحاب حسابات السوشال ميديا الذين يحرضون على الكراهية والعنصرية حتى لاحظنا بشكل فوري اغلاق العشرات من الحسابات المؤثرة وهروب اصحابها كونهم يدعمون قضية تضر ببلدهم وسيعاقبون عليها.

 

ليس من الممكن أن تفرط تركيا بقطاع السياحة الأهم على الإطلاق في البلاد  نذكر بعض الأرقام:

 

بيانات سياحية تركية

ووفقا لبيانات وزارة السياحة التركية، فإن البلاد كانت قد استقبلت 23 مليوناً و30 ألفا و209 سائحين أجانب، في الأشهر السبعة الأولى من عام 2022، فيما احتل الألمان المرتبة الأولى في قائمة السياح الأجانب.

وأوضحت البيانات أن عدد الزوار الأجانب بين يناير ويوليو 2022، حقق نموا بنسبة 128.28 في المئة، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021.

وعلى الصعيد العربي، حل العراق، وفقا لبيانات الوزارة، في المرتبة الأولى من حيث إجمالي زوار تركيا  في تلك الفترة. وزار البلاد 660 ألفا من العراق، و279 ألفا من الكويت، ومن ثم الأردن بـ272.676 ألف زائر.

وفي تصريحات صحفية أدلى بها السفير التركي في السعودية، فاتح أولوصوي، في يونيو الماضي، أكد أن أرقام السائحين السعوديين "شهدت نمواً"، حيث وصلت إلى ما يقارب 500 ألف سائح خلال الفترة من يوليو إلى ديسمبر من العام المنصرم.

وبحسب المسؤول في وكالة غرب البحر الأبيض للتنمية، عثمان أرول ساري دره، فإن "السياح العرب ينفقون مبالغ تصل إلى 4 آلاف دولار لكل سائح خلال زيارتهم إلى تركيا"، بينما "ينفق السياح الروس حوالي 800 دولار فقط" خلال رحلاتهم السياحية.

 

 

 

ما أثر حملات العنصرية على مجال القطاع العقاري 

على الرغم من كون الاستثمار العقاري هو اختصاصنا إلا أننا فضلنا البدء بالمعلومات السابقة قبل الحديث عن أثرها على قطاع العقارات وذلك لأن معرفة ما مضى يعطي إجابة واضحة وهي أن حملات العنصرية هذه مؤقتة وسيزول أثرها خلال أشهر قليلة وبالتالي لن تؤثر على استثمار عقاري ناجح ذو دورة استثمار سنتين على الأقل .

التفاعل المبالغ فيه في وسائل التواصل الاجتماعي من الأخوة العرب الذين يدعون إلى عدم زيارة تركيا وعدم تملك عقارات فيها هو تفاعل بالغالب من أشخاص لم يزوروا تركيا أصلا ولم يتملكوا فيها من قبل, وهو تفاعل مؤقت ربما عندما تقرأ هذا المقال في أي وقت بعد نهاية 2023 ستجد أنه انتهى أصلا . 

في النهاية كل شخص له الحرية الكاملة في اختيار البلد الذي سيزوره كسياحة أو سيتملك فيه عقار بهدف السكن أو الاستثمار ودوماً نركز على فكرة أن الاستثمار العقاري في تركيا مربح أكثر من معظم الدول حول العالم كون المخاطر بنفس الوقت عالية وإذا كنت لا تحب المخاطرة فسندات الخزانة الامريكية مناسبة لك أكثر وستعطيك عائداً متواضعاً حتى في ظل التضخم ورفع الفائدة . 

 

واجبنا هون توضيح الأمر للراغبين بزيارة بلدنا أو الاستثمار فيها .

بحث

عروض مميزة

تقسيط
انتهت صلاحية العرض
listing card gallery

شقة 2+1 للبيع مع امكامية التقسيط و مناسبة للجنسية التركية

119
اسطنبول| منطقة كيتهانه
134$ 137,000
صالح لغاية 01/07/2024
listing card gallery

شقة ثلاث غرف و صالة للبيع في أفخم مناطق اسطنبول

182
اسطنبول| منطقة كيتهانه
133$ 830,000
تقسيط
انتهت صلاحية العرض
listing card gallery

عرض خاص شقة 1+1 للبيع مع امكانية التقسيط في منطقة مسلك

70
اسطنبول| منطقة مسلك
102$ 445,000